
تأسست هيئة المساهمات المجتمعية “معاً” في فبراير 2019 تحت مظلة دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، تعمل الهيئة وفق استراتيجية تهدف لترسيخ ثقافة التعاون والتكامل بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني عبر تشجيع الابتكار الاجتماعي وصياغة آفاق مبتكرة لتفعيله، وتعزيز المشاركة المجتمعية، لترسيخ مكانة أبوظبي بصفتها الوجهة الأفضل للعيش والعمل والاستثمار.
تتجسد خطة عمل الهيئة بإحداث أثر اجتماعي إيجابي يعزز من جودة حياة سكان إمارة أبوظبي، وتسعى هيئة معاً لدعم نمو قطاع ثالث مزدهر ومستدام، مما يساهم في تمكين المؤسسات الاجتماعية والمنشآت الأهلية ومؤسسات النفع العام من المشاركة في بناء مجتمع متعاون متماسك نشط.
تعتبر “معاً” جزءاً من مبادرة “غداً 21” الهادفة لتسريع وتيرة التنمية في أبوظبي ورفد مسيرة التنمية الاجتماعية الشاملة، ودعم منظومة التطور الاقتصادي، وإحداث أثر اجتماعي إيجابي على سكان الإمارة
تعمل هيئة معاً وفق خمس ركائز رئيسية لتقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية التي تواجه أبناء مجتمع أبوظبي:
• صندوق الاستثمار الاجتماعي
• حاضنة معاً والمسرّع الاجتماعي
• المشاركة المجتمعية
• سندات الأثر الاجتماعي
• إدارة التواصل والشراكات
وبالإعتماد على هذه الركائز تتعاون هيئة معاً مع مختلف الأطراف في إمارة أبوظبي، للاستفادة من خبراتهم ومعارفهم في إطلاق برامج ومبادرات رائدة لإحداث أثر اجتماعي إيجابي مستدام بنتائج ملموسة وقابلة للقياس.
نجحت هيئة معاً عبر اتباع نهج استباقي بالتعاون والتنسيق مع شركائها، في توجيه المساهمات المالية الواردة وتوظيفها لخدمة الصالح العام من خلال تشجيع ثقافة العطاء وتعزيز المساهمة والمشاركة المجتمعية عبر التطوع، لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز لريادة الأعمال الاجتماعية.
تستخدم عقود الأثر الاجتماعي التابعة لهيئة معاً نموذجاً مالياً مبتكراً يعمل وفق مبدأ ” الدفع مقابل النتائج” لتمويل إيجاد حلول للتحديات الاجتماعية المركبة، تكون قادرة على إحداث أثر اجتماعي مستدام وقابل للقياس وتحقيق عائد مالي.
سندات الأثر الاجتماعي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المنطقة وتعمل على تمكين القطاع الخاص والأفراد من الاستثمار والتعاقد على تقديم الخدمات العامة مع الالتزام بإحداث أثر اجتماعي قابل للقياس لمعالجة التحديات الاجتماعية المركبة والمكلفة.
يرتبط العائد الاستثماري بشكل مباشر بتحقيق نتائج اجتماعية وأرباح مالية وإحداث أثر اجتماعي قابل للقياس في مواجهة القضايا الاجتماعية.
يعتبر صندوق “معاً” للاستثمار الاجتماعي، القناة الحكومية الرسمية في أبوظبي لتلقي المساهمات من مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني وتوجيهها لمواجهة التحديات الاجتماعية الملحة وفقاً للأولويات المحددة في الإمارة . وتتماشى القرارات الاستثمارية التي يتخذها الصندوق مع أولويات دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي.
تهدف إدارة التواصل إلى تعزيز مشاركة مجتمع أبوظبي في إحداث أثر اجتماعي مستدام وقابل للقياس. وتسعى إلى تسليط الضوء على مختلف التحديات الاجتماعية في أبوظبي والرؤية المستقبلية للإمارة وفتح مجال للنقاش والحوار بهدف تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية، وذلك بالاعتماد على الرؤى السلوكية لإلهام الشركات والأفراد ليكونوا جزءاً من منظومة متكاملة من الحلول الاجتماعية الجديدة من خلال استقطاب المساهمات وتشجيع العمل التطوعي.
تهدف المشاركة المجتمعية بشكل رئيسي إلى تشجيع الأفراد والجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات القطاع الثالث للتعاون وتعزيز الابتكار عبر إطلاق برامج ومبادرات لمواجهة كافة التحديات المجتمعية. وفي الوقت الراهن يشرف محور المشاركة المجتمعية على إدارة مجموعة من البرامج التطوعية التي تركز على الأولويات المجتمعية في أبوظبي.
حاضنة معاً الاجتماعية
تهدف حاضنة “معاً” الاجتماعية إلى تشجيع الابتكار وريادة الأعمال في أبوظبي عبر إيجاد حلول مبتكرة للتحديات في مختلف القطاعات الاجتماعية والثقافية والبيئية. وتستضيف الحاضنة 10 فرق مرتين في العام وتوفر لهم الموارد والدعم اللازم بدءاً من تقديم التمويل المادي والبرامج التدريبية التي تمتد على مدار 90 يوماً للإرشاد والتوجيه ولصقل مهاراتهم، فضلاً عن توفير المساحات المكتبية للعمل وفرص التواصل مع المستثمرين لاكتساب الخبرات المطلوبة لتحقيق النجاح. ويقدم البرنامج فرصة فريدة لأصحاب المشاريع الناشئة تُطور أفكارهم وتساعد على تنميتها وتطويرها لتصبح مؤسسات اجتماعية أو منشآت أهلية ومؤسسات ذات نفع عام.
المسرّع الاجتماعي
• يهدف إلى دعم المؤسسات الاجتماعية القائمة وتمكينها من النمو وتوسيع أعمالها وتعزيز أثرها الإيجابي من خلال برنامج يمتد على مدار 3 أشهر ليسهم بضمان تقديم الخدمات الاجتماعية لأوسع شريحة من المجتمع.
• يقدم الدعم الشامل لتوسيع نطاق أعمال المؤسسات الاجتماعية التي تدر عوائد مالية باستخدام نموذج عمل معتمد.
• يتضمن ورش عمل ودورات تدريبية مصممة خصيصًا بما يلائم احتياجات المشاركين.
في “معاً”، إيماننا راسخ بمجتمعٍ تقوده مبادئ التعاون والمشاركة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
تمتد جذور مبادئنا عميقاً، في إرث الأب المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه ونستلهم خطانا من القيم النبيلة التي غرسها في المجتمع الإماراتي من عمل الخير والعطاء والتقدم. وتشكًل المبادئ التي أرساها، رحمه الله، بوصلة نسترشد بها في كل العصور، وركيزة تستند إليها هذه الأمة، يسير على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في الكرم والعطاء، واحتواء الجميع في وطن معطاء يفخر كل من فيه بالإنتماء إليه من أجل مستقبل مزدهر ترثه الأجيال القادمة.
نلتزم في “معاً” بالاعتماد على هذا الإرث، وتكريس مبادئنا وقيمنا الأخلاقية والإنسانية في العطاء، والتركيز على المجتمع ونهضته عبر ريادة الأعمال الإبداعية والتعاون وتحمل المسؤولية
كما نستشرف المستقبل من خلال المساهمة في تطوير المجتمع بحيث يصبح رأس المال الاجتماعي والقيم والمسؤولية المشتركة عنصراً أساسياً في النسيج الاجتماعي.
نؤمن بأنّ الجميع لديهم حس كبير بالمسؤولية ورغبة في خدمة الوطن بمختلف الوسائل، كما نؤمن بامتلاك الجميع الرغبة الفطرية لإحداث أثر إيجابي في المجتمع، وعلى الرغم من أنّ العمل الخيري والمشاركة والعطاء تعتبر قيم أصيلة وراسخة في قلب مجتمع أبوظبي، إلاّ أنّ هدفنا هو الانتقال بالمجتمع من نهج الأعمال الخيرية إلى نهج تنموي مبني على تحقيق النتائج والأثر الاجتماعي القابل للقياس بالإضافة إلى دعم نمو قطاع ثالث حيوي ومجتمع مدني نشط.
استُلهم شعار “معاً” من نظام “الفلج”، نظام الري الإماراتي القديم في واحة العين في أبوظبي، والذي اعتبره أجدادنا شريان الحياة للأرض والإنسان، ويرمز إلى مفاهيم الابتكار الاجتماعي والمشاركة والاحترام والتعاون والرغبة في تطوير المجتمع والارتقاء بالحياة. وشكل الفلج نظاماً متكاملاً ساهم في الحث على التعاون والمشاركة وتحمل المسؤولية بين أفراد المجتمع لبناء ورعاية نظام الري وتوزيع الماء بالعدل بين السكان، ومن خلال توحيد الجهود والعمل معاً بشكل جماعي، أصبح لكل جهد فردي بسيط نتيجة مميزة وملموسة، وتم ذلك من خلال تعاون أبناء المجتمع بأسره في مشاركة الثروة التي جلبتها المياه.